روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات طبية وصحية | ما كسل.. المعدة؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات طبية وصحية > ما كسل.. المعدة؟


  ما كسل.. المعدة؟
     عدد مرات المشاهدة: 3575        عدد مرات الإرسال: 0

تسأل أمانى كمال ٢٧ سنة، أنا فى حيرة من أمرى فأنا وأخوتى نأكل من نفس الطعام، ونفس الكمية.

ولكن هناك فرق واضح فى الأحجام بيننا، حيث أننى نحيفة جدا ولى أخت سمينة جدا فهل هناك سبب لذلك؟

يجيب دكتور إبراهيم داود أستاذ الجراحة بطب المنصورة، قائلا:

هناك فرق واضح فى بنية الأجسام ما بين الناس، حتى من هم فى نفس العمر والحالة المعيشية، وهذا الأمر يثير التساؤل عند الكثيرين.

والعوامل الوراثية، البيئية أو الهرمونية تفسر بعض الحالات ولكن لا تفسر البعض الآخر.

حيث وجد إن أكثر الأشخاص الذين يعانون من نقص فى الوزن وليس لديهم أمراض أخرى مصابون بتصب المعدة المسمى كسل أو ضعف المعدة.

فكسل المعدة هو عبارة عن شلل نسبى يصيب عضلات المعدة يؤدى إلى سوء هضم الطعام.

وتأخّر تفريغه إلى الأمعاء الدقيقة، حيث أن هذه الحالة شائعة جدا ومسئولة عن الكثير من شكاوى البطن، وربما تكون السبب الرئيسى فى نقص الوزن (المجهول السبب).

فالمعدة عضو مجوّف يتكون جدارها من العضلات الملساء وتعتبر كوعاء خزن للطعام الذى يطحن فيها إلى قطع صغيرة بواسطة الخضخضة المستمرة الناتجة من تقلصات عضلات المعدة.

بعد أن يطحن الطعام بصورة كافية، يفرّغ إلى الأمعاء بشكل دفعات، فى الحالة الطبيعية، نصف محتويات المعدة يجب أن تغادرها خلال ٩٠ إلى ١٢٠ دقيقة بعد الأكل.

هناك منظّم للنبض فى المعدة (كالقلب) يقوم بتنظيم تقلصاتها بمعدل ثلاث مرات فى الدقيقة، لذا فإن إصابته بخلل ما قد يؤدى إلى كسل المعدة.

وأسباب كسل المعدة يمكن تقسيمه إلى:

أولى أو مجهول السبب: ويشكل الغالبية العظمى من الحالات، وهو موضوع الاهتمام فى هذا البحث.

ثانوى: عندما يكون هناك سبب أولى مثل:

داء السكرى، (خاصة النوع الأول المعتمد على الأنسولين).

عملية جراحية سابقة للمعدة، مثل قطع العصب المبهم، أو بعض الحالات النفسية مثل فقدان الشهية العصابى والنّهام أو بعض الأمراض العصبية مثل مرض باركنسون والجلطة الدماغية.

أمراض معينة مثل داء الذئبة الحمراء الشامل والتصالب الجلدى، خلل أيضى مثل نقص هرمون الغدة الدرقية.

بعض الأدوية التى تؤخر من تفريغ المعدة مثل الأدوية المضادة للاسيتايل كولين وبعض أدوية الضغط والمخدرات، كما أن هناك أدوية تؤخر عملية الهضم مثل الأدوية المضادة للحموضة.

أعراض كسل المعدة؟

تختلف هذه الأعراض تبعا لدرجة كسل المعدة والشخص نفسه، ففى الحالات البسيطة هناك نقص فى الوزن فقط، أما فى الحالات المتوسطة فسيشكو المصاب بالإضافة إلى فقدان الوزن من واحدة أو أكثر من الأعراض التالية:

الشعور بالامتلاء بعد الشروع فى الأكل بقليل.

الشعور بالانتفاخ وعدم راحة فى البطن.

حرقة فى الفؤاد مع تجشؤ.

فقدان الشهية.

الشعور بالغثيان، خاصة بعد القيام من النوم صباحا.

فى الحالات الشديدة هناك تقيؤ، خاصة بعد ساعات عديدة من تناول وجبة دسمة وكبيرة.

مضاعفات كسل المعدة؟

هناك نوعين من المضاعفات قد تنتج عن هذه الحالة، وهى:

1. تكاثر البكتريا، الذى يعود إلى تخمّر الغذاء فى المعدة.

2. الطعام الذى فى المعدة يمكن أن يتحول إلى كتل صلبة تدعى (البزوار) التى بدورها قد تؤدى إلى أعراض خطيرة مثل الغثيان، التقيؤ وانسداد المعدة.

تشخيص كسل المعدة؟

من الممكن تشخيصه عن طريق الأعراض فقط، أما الأعراض السريرية فيلاحظ وجود سوء تغذية فقط، ويمكن التأكد من هذه الحالة عن طريق إجراء أحد الفحوصات التالية:

وجبة الباريوم، بعد الصوم لمدة ١٢ ساعة، يشرب الشخص سائل ثقيل يدعى الباريوم الذى يبطّن الغشاء الداخلى للمعدة ويجعلها ترى بالأشعة السينية، طبيعياز

يجب أن تفرغ المعدة كافة محتوياتها بعد ١٢ ساعة من الصوم، فإذا وجد طعام فى المعدة فهذا يعنى وجود كسل فيها.

وجبة الباريوم مع شريحة لحم البقر، إن هذه الوجبة تجعل الطبيب الإشعاعى يرى المعدة وهى تقوم بهضم وتفريغ الوجبة ويحسب الزمن اللازم لذلك، مما يعطيه فكرة عن عمل المعدة.

مفراس تفريغ المعدة الإشعاعى، يقوم الشخص بتناول طعام فيه كمية قليلة من مادة مشعة يتم التقاطها من خلال متحسس خاص كى يلاحظ مدة وكمية خروجها من المعدة.

عندما يبقى أكثر من نصف هذا الطعام بعد ساعتين من تناوله فإن كسل المعدة يمكن تشخيصه.

اختبارات المعدة، وهى فحص يقيس الفعاليات الكهربائية والعضلية للمعدة وهذه القياسات تظهر مدى عمل المعدة وهل هناك خلل فى تفريغ الطعام.

فحوصات الدم، للتعرف على مدى سوء التغذية مثل عدد كريات الدم والفحوصات الكيميائية الأخرى.

- علاج كسل المعدة؟

كسل المعدة هو حالة مزمنة، لذا فان علاجه صعب نوعا ما، ويجب على الفرد أن يتأقلم مع هذا الوضع، ولكن على أية حال، فإن الأعراض يمكن أن تخف وتأثيره يمكن أن يقلل باتباع ما يلى:

إذا كان كسل المعدة ثانوى، فيجب علاج السبب الأولى.

الاستلقاء على الجانب الأيمن عند النوم، فذلك يسهل تفريغ المعدة عن طريق الجاذبية.

تجنب لبس الملابس والأحزمة الضيقة، لأن ذلك يعيق تقلصات المعدة.

التعديل الغذائى، يتم من خلال:

ا- التقليل من الأغذية الدهنية، فمن المعروف أن الدهن يؤخر عملية الهضم والتفريغ ويضاعفها فى بعض الأحيان مما يزيد من الحالة سوءا.

ب- التقليل من الألياف النباتية، مثل الفواكه والخضراوات الطازجة وغيرها، لأنها تحتاج إلى وقت وجهد إضافيين من قبل المعدة، فضلا عن أن بعضها غير قابل للهضم، مما قد يؤدى إلى تكوين البزوار.

ج- الغذاء المصفّى والسائل، يكون عادة أسهل، من حيث الهضم والتفريغ من الغذاء الغير مصفّى والصلب.

د- الوجبات الصغيرة والمتكررة، أفضل من تناول 3 وجبات كبيرة، لأن ذلك أسهل للمعدة.

الأدوية، وتشمل:

المضادات الحيوية الواسعة الطيف، يجب أن توصف فى الأيام القليلة الأولى من العلاج لتقليل تكاثر البكتيريا فى المعدة والأمعاء.

العوامل المحرّكة، أو تدعى مضادات الغثيان وتستعمل هذه الأدوية لتسريع إفراغ المعدة، لذا يجب أن تعطى قبل الأكل على الأقل بنصف ساعة.

وكذلك قبل النوم ويفضل على شكل سائل لتسريع امتصاصها وعملها، والأدوية الأكثر استخداما هى:

ا- الميتوكلوبرامايد "بلاسيل"، وهو دواء مفيد لكسل المعدة حيث يعمل على زيادة عدد وقوة تقلصات المعدة مع ارخاء العضلة العاصرة البوابية مما يؤدى إلى زيادة سرعة تفريغ محتويات المعدة.

ب- الدومبريدون "موتيليوم"، له نفس الفعل أعلاه ونفس الجرعة إلا أن أعراضه الجانبية أقل بكثير.

ج- الإريثرومايسين، وهو مضاد حيوى معروف ولكنه قادر على عمل تقلصات شديدة، وقصيرة الأمد فى المعدة، إذا أخذ بجرعة أقل من المعتاد مثل حبة واحدة يوميا.

د- السيسابرايد، وهو دواء فعال جدا لهذه الحالة، ولكن لسوء الحظ لديه أعراض جانبية خطيرة مثل اضطرابات فى نبضات القلب.

إن الطرق المذكورة آنفا فى العلاج يمكن أن تستخدم من قبل أى شخص يشكو من نقصان الوزن مجهول السبب (كمحاولة علاجية).

وحتى بدون إجراء أية فحوصات، خصوصا إذا كانت لديه الأعراض ذات الصلة.

أما الطرق العلاجية الآتية فيجب أن توصف حصرا للحالات الشديدة والمستعصية وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، وهى:

أنبوب التغذية، وهو أنبوب يدخل من خلال الأنف إلى الأمعاء الدقيقة.

الطريقة الأخرى هى تفغير الجزء الثانى من الأمعاء الدقيقة أى ربطها بالجلد عن طريق أنبوب، تسمح هذه الأنابيب بمرور المواد الغذائية عبرها مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة دون المرور بالمعدة.

جراحة المعدة، مثل تقويم بوابة المعدة أو استئصال جزء أو كل المعدة.

التغذية عن طريق الوريد، يتم بإعطاء نوع خاص من المغذيات الحاوية على المواد الغذائية عن طريق وريد مركزى كبير يسمح بمرورها إلى الدم مباشرة، دون المرور بالجهاز الهضمى برمته.

الطرق العلاجية الجديدة، وتشمل:

منظم النبض المعدى، وهو جهاز تطور حديثا لعلاج هذه الحالة، حيث يوضع جراحيا على المعدة ويقوم بإرسال نبضات خفيفة إلى المعدة للسيطرة على تقلصاتها.

سم البجلينيوم، لقد وجد أن زرق هذا السم فى العضلة العاصرة البوابية يساعد على التقليل من تقلصها مما يسهل عملية تفريغ المعدة.

الكاتب: أسماء عبد العزيز

المصدر: موقع اليوم السابع